الأهواز – خوزستان / يمر ١٧ عاما على ذكرى إستشهاد الشيخ الشهيد هشام الصيمري، إيقونة العمل الثقافي الجهادي في الأهواز و التي اصبحت ذكرى وطنية.
الثالث من شهر تير، تاريخ سيظل يروي ذكرى أليمة تذكر بإغتيال رجل دين خاض نضالا ثقافيا في سبيل تبيين التشيع العلوي و احقية الولاية و العقيدة، وواجه من أجلها الجاهلية الوهابية حتى إنتهت بإستشهاده.
و في ما يلي أبرز محطات حياته و نضاله :
ولد الشيخ الشهيد في عام 1961 في الكويت من عائلة دينية عُرفت بالولاء لاهل البيت (ع ) وقد تلقَّى دروسه في المراحل الابتدائية والمتوسطة حسب المناهج التعليمية الحديثة وأكمل دراسته في المرحلة الثانويـة ثم تخرج من جامعة الكويت قسم العلوم السياسية وقد مارس نشاطه الدراسي في الجامعة جنباً الى جنب مع دراسته الحوزوية، فقد تلقى المقدمات في العلوم الحوزوية في الكويت فحضر دروس الاساتذة فيها وفي عام 1990 سافر الى قم فحضر فيها دروس السيد كمال الحيدري والشيخ باقر الايرواني والشيخ هادي ال راضي ثم التحق بدروس البحث الخارج فحضر دروس الشيخ مكارم الشيرازي والسيد حسين الشاهرودي والشيخ باقر الايرواني ، وكان يدرس الفقه والعربية والاصول الى جنب دراسته خصوصا في الكويت.
كان الشيخ الشهيد لا يعرف أن يركن الى دعة أو خمول فإلى جانب اهتماماته بدراسته الحوزوية، كان يولي قسماً كبيراً من اهتماماته ووقته لأمور التبليغ والدعوة الإسلامية فقد سافر الى مدينة الاهواز لاحياء الدين وتعظيم الشعائر الاسلامية و تصدّى فيها للبحث والتدريس وبث المعارف الاسلامية، فكان ينتقل من منبر الى منبر، ومن قرية الى قرية، وكان خادماً يرعى آلامهم، متواضعاً يعيش مثلهم ومعهم، يتحدث بلغتهم البسيطة الطيبة بعيداً عن تعقيد المصطلحات، يُقبل عليهم بالابتسامة الطيبة ويعانقهم بالمودة الصادقة، يوقّر الكبير ويحترم الصغير، ويصغي لهم دون تأفف أو ملل، يُحزنه ما يصيبهم، ويُفرحه ما يُسعدهم، وقد تصدّى فيها لمسؤولية 30 مسجدا في عموم الاهواز واقضيتها كما انه أشرف على إصدار مجلات وبرامج اسلامية تتضمن نشر دين اللّه الحق و تبيين حقانية الولاية من بحر واحد هو كتاب اللّه وسنّة رسوله- صلى الله عليه وآله- وقام بتأليف عدة من الكتب التي تتناول الدفاع عن العقيدة الحقة منها كتاب كلمة السبط الشهيد.
دأب الشيخ هشام في مجال رد الشبهات و الدفاع عن الولاية حتى انتهى غيض اعداء الأمة بإغتياله في الـ 3 من شهرتیر من عام 1386(ه.ش) بنیران مجهولین امام منزله في حي علوي.
و منذ ذلك الحين، تحيي جموع المؤمنين في مدينة الأهواز هذه الذكرى الأليمة كل عام، تخليدا لآثار هذا الشهيد الولائي و تذكيرا بأن المئات من أمثال الشهيد هشام الصيمري مازالوا أحياء و مستمرون في الطريقة التي رسمها هذا الشهيد السعيد.
فرحم الله الفقيد الشهيد رحمة الأبرار وأسكنه دار القرار مع النبي وآله الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) ومّن على اهله بالصبر والسلوان .
بدون تعلیق