الأهواز – الشعر الأهوازي / قصیدة ” سليماني لن يموت ” من الشاعر علي عبدالحليم السالمي .
أيُقتلُ مَنْ أَبلَى الزَّمانَ زَئيرا
أقَضَّ بهِ الصَّهيون عمرًا مريرا
أيقتلُ من كانَ النَّجاحُ حليفَه
وكانَ على جَمرِ القِتالِ سَعيرا
وكيفَ لهُ تَهوي زُنودٌ على الثَّرى
وكان على ضَغطِ الزِّنادِ شَهيرا
لكِ الوَيلُ أمريكا على كلِّ قَطرةٍ
منَ الدَّمِ آصالًا تَفوحُ عَبيرا
ثغورَ الوغى نامي فقد راحَ قاسمٌ
شهيدًا تَردَّى بالدِّماءِ حَريرا
ولا تَخشَعي من طَلقةٍ بعدَ قتلِهِ
ولا قصفِ طيَّارٍ يُدوّي مُبيرا
فقد كانَ مِغوارًا يُذيقُ عدوَّهُ
سَخاءً بنارٍ تَصْطليهِ نَكيرا
ألا يا سَما جُودي عليه سحائبا
وصبّي عَلى الأشلاءِ غيثًا غزيرا
على كلِّ جُثمانٍ تَحرَّقَ غِيلةً
وباتَ طريحًا يَستفزُّ ضَميرا
وعانقَ ظامي روحه نسمةَ الهدى
فهبَّتْ عليها تَستنيلُ نَميرا
قَضی نَحبهُ كالوَردِ تُنثرُ قَسوةً
فأجدَى بطيبٍ منْ رُؤاهُ نَثيرا
أنارَ ظلامَ الاضْطهادِ سلاحُهُ
ونوَّرَ من دربِ الجهادِ مَصيرا
وخلَّفَ عزمًا ثائرًا في نفوسِنا
وأودعَ للأَجيالِ نصرًا كبيرا
على كفِّهِ عَزَّتْ شُعوبٌ وأُكرِمتْ
ومَدَّ لها للازدهارِ مَسيرا
أقامَ بهِا روحَ السَّلامِ فأُنعِشَتْ
وأركعَ إرهابًا يَجورُ جَهيرا
وزاحَ عنِ الأَوطانِ وَصمةَ ذلَّةٍ
وأَوْلَى لها بالنَّصرِ وجهًا نَضيرا
تحمّلَ أعباءَ السَّواترِ ظهرُهُ
لِيَسترَ أَعراضَ البلادِ ظَهيرا
لقد جَدَّ في لَيلِ القَتامِ مُظفَّرًا
عليه وسامُ النَّصرِ يَزهو مُنيرا
ولا نَفضَ النَّقعَ المُثارَ بمَعركٍ
سِوى عندِ فَتحٍ يَستطِيلُ بَشيرا
لهُ عالَمُ الإسلامِ يَشهَدُ أَنَّهُ
إِذا ما ثَوَى فيهِ يَريفُ زُهورا
أَغمَّضَ جفنًا حينَ عاثتْ دواعشٌ
بسوريةٍ ثمَّ العراقِ فُتورا
هوَ الأَسدُ الضَّاري عَلى كلِّ مُعتَدٍ
يَهبُّ لِذَبِّ المَكرُماتِ غَيورا
وكمْ صَولةٍ مِن قبلُ ثارَ مُجاهدًا
بِلُبنانَ حتَّى أَشبعَ الهُودَ مُورا
كما القُدسُ تَدري أنَّهُ وامقٌ بها
وكمْ خاضَ دَحْرًا للذئابِ هَصورا
أَلا اليَمَنُ الدَّامي يُنادي معزِّيًا
أَلا كمْ سُليمانِي أَعَزَّ ثُغورا
أَصابَ منَ الأعداءِ قلبًا مُروَّعًا
بخَزرَتهِ ألقَى عَليهمْ ثُبورا
عَذابٌ وعَذْبٌ في خِضَمِّ كِفاحِهِ
لكلِّ العِدى والصَّحْبِ يَمْضي فَخورا
وما كانَ إلَّا للشَّهادةِ والهًا
إلى أنْ حواها واسْتطارَ حُبورا
فعاشَ سَعيدًا شامِخًا لا تَهزُّهُ
عَواصِفُ جَورٍ وَهْوَ هزَّ الصُّخورا
عليكَ سَلامٌ فائحُ النَّشْرِ قاطعًا
رُبوعًا لها أَسديتَ خيرًا وُفورا
دِماؤكَ تَبقَى تَستنيرُ طَريقَنا
وتَجري على جسرِ الزمانِ نُهورا
تَضخُّ شَرايينُ الشُّعوبِ بِهَدْيِها
فيَخرجُ نورُ الحقِّ منهُ ظُهورا
وثَمَّ انتقامٌ لا مَحالةَ قاسيًا
سَيقْصِمُ منْ حِلفِ الضِّباعِ ظُهورا
فلنْ يَنْتَهي شِعرٌ لمِثلكَ عمرُهُ
ولوْ ذا “طويلُ البحرِ” يَغْدو بُحورا
لأنتَ سُليمانُ المَمالكِ كلِّها
تُسخِّرُ منها بالودادِ صُدورا
وعلَّمتَنا كيف الخلودُ مَنالُهُ
وكيفَ الدِّما للعزِّ تَصنَعُ سُورا
القصيد ينتهي ولا ينتهي سليماني
بدون تعلیق