الأهواز – مقال / في موقف غربي جديد أصدر وزراء خارجية دول الترويكا الاوروبية بالاضافة الى اميركا بيانا بعد لقاء لهم في بروكسل قالوا فيه ان الحل الدبلوماسي هو أفضل نتيجة في التعامل مع ايران.
وقالت الخارجية الاميركية في بيان ان هؤلاء الوزراء اتفقوا بأن الحل الدبلوماسي الذي يضمن العودة المتقابلة لتنفيذ الاتفاق النووي هو افضل نتيجة، لكن البيان اضاف ايضا ان اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا هم مستعدون لسنياريوهات اخرى اذا لزم الأمر، دون ان يكشف البيان عن طبيعة هذه السيناريوهات.
وكان وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن قد قال في تصريحات أخرى ادلى بها في وقت سابق يوم الاربعاء انه مازال يعتقد بأن العودة للالتزام بالاتفاق النووي هي لصالح اميركا اذا قامت ايران بفعل الشيء نفسه ( حسب تعبيره) لكنه اضاف ” لم نصل بعد الى هذه النقطة”.
موقف هؤلاء الوزراء الغربيون أتى بعد يومين من تصريحات ادلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية “نيد برايس” الذي قال “نعتقد بأن الوقت مازال متاحا لحل الخلافات المتبقية” وذلك بعد ان كان يتحدث باستمرار عن قرب انتهاء الزمن المتاح للعودة الى الاتفاق النووي.
وتأتي هذه المواقف الغربية الجديدة بعد ثبات الموقف الايراني الممتد منذ بداية المفاوضات الجارية في فيينا حيث أصر الوفد الايراني على حقوق ايران الثابتة في أي اتفاق يتم ابرامه او العودة الى الالتزام به.
الغربيون وخاصة الاميركيون قد اعترفوا مرارا وتكرارا بـ “الفشل الذريع” لسياسة ممارسة اقصى الضغوط على ايران وكذلك خطأهم في الانسحاب من الاتفاق النووي في الاساس لكن هؤلاء ومنذ مجيئهم مجددا الى طاولة المفاوضات في فيينا مارسوا شتى انواع المناورات والالاعيب السياسية والاعلامية لتغيير الموقف الايراني الثابت وانتزاع النقاط من ايران، فتارة يحاولون عبثا اثارة الخلافات في داخل ايران عبر التلويح بأن موضوع مطالبة ايران برفع اسم الحرس الثوري عن قائمة ما يسمى الارهاب الاميركية هو المعرقل للاتفاق في فيينا وتارة اخرى يقولون بان الضمانات التي طلبتها روسيا من اميركا بأن لا تؤثر العقوبات الاميركية المفروضة على روسيا على التعاون الروسي الايراني المستقبلي في المجال النووي، هي التي تقف عائقا امام الاتفاق، ومرة اخرى يمارسون الالاعيب الاعلامية لممارسة الضغط النفسي على اعضاء الوفد الايراني في المفاوضات، ومرة يطرحون موضوع ضيق الوقت ويلوحون بقرب تركهم لطاولة المفاوضات ايضا لممارسة الضغط على الجانب الايراني لكن هذه الالاعيب لم تفلح في تغيير الموقف الايراني الواضح والذي أكد منذ البداية بأن العودة للاتفاق النووي يجب ان يتزامن مع الغاء انواع الحظر المفروض ولاغير.
ان اساطين الشعوذات السياسية في دوائر القرار السياسي في الغرب ربما لم يستخلصوا هذه النتيجة بأن ايران تدرك جيدا حجم قدرات شعبها والامكانيات التي وفرتها والمكانة التي صنعتها لنفسها، وبالتالي لا توجد أية حظوظ في امكانية نجاح ابتزازها بعد ان حطمت ايران التهديدات الموجهة لها وولى زمن التلويح بها.
صحيح ان التصريحات الاخيرة للغربيين توحي بأنهم ربما يبرمون اتفاقا مع ايران في فيينا قريبا أو بعد حين لكن هذا ليس بسبب ادراكهم للحقيقة والواقع وقبولهم بهما فهؤلاء أثبتوا لسنين وعقود بانهم لايفهمون سوى منطق القوة والقدرة وان ثبات الموقف الايراني هو الذي اجبرهم على اظهار مسحة واقعية في كلامهم والظهور بمظهر منطقي.
بقلم: فريد عبدالله
بدون تعلیق