الأهواز – السويد / تواصلت الصدامات العنيفة بين الشرطة السويدية ومتظاهرين محتجين على مواصلة زعيم حزب دنماركي متطرف (سترام كورس) راسموس بالودان، حرق نسخ من القرآن الكريم.
وبعد قيام أنصار بالودان، بتظاهرة في إحدى ضواحي استوكهولم، انتقل هؤلاء إلى مناطق أخرى إلى الجنوب منها، حيث يقيم مواطنون من أصول مسلمة.
وبعد إحراق بالودان نسخة من المصحف في المرة الأولى، بدأ بحرق النسخة الثانية، قبل أن تفقد الشرطة السيطرة على المحتجين، ما أدى إلى صدامات عنيفة في الشارع، بعد خروج 200 من أنصار اليمين المتطرف في منطقة أريبرو.
وحاولت الشرطة التصدي للمحتجين، الذين رشقوها بالحجارة، ما أدى إلى إصابات في صفوفها. وبلغت الصدامات ذروتها بحرق عدد من سيارات الشرطة وسيارات مدنية أخرى في المجمّع السكني “سفياباركين”، القريب من مكان التظاهرة.
انتشار الصدامات التي فاجأت السياسيين السويديين، ووُصفت بأنها الأعنف منذ عقود، دفع رئيسة الوزراء السويدية (يسار وسط)، ماغدالينا أندرسون، إلى إدانة ما جرى، وخصوصاً مشاهد الهجمات على الشرطة وخطف سيارة لهم. وأكدت أندرسون، وسط انتقادات عنيفة وجهتها أحزاب المعارضة من اليمين ويمين الوسط إلى أداء الشرطة والسياسيين، أن أعمال الشغب “هي بالضبط نوع ردود الفعل العنيفة التي يريدها راسموس بالودان، والهدف الرئيس تحريض الناس بعضهم على بعض”.
وشدّدت أندرسون في الوقت نفسه على أن “حرية التعبير يجب الدفاع عنها، رغم أن السويد يمكنها أن تفعل ما هو أفضل، فتلك الحرية جزء من ديمقراطيتنا، وبغضّ النظر عن رأيك، يجب ألا تلجأ إلى العنف، ذلك لن نقبله أبداً”. وأعلنت الشرطة السيطرة على الوضع مساء أمس الجمعة، وأكدت اعتقال بعض الأشخاص والعثور على “بعض الأسلحة وأدوات استخدمت لاستهداف سيارات الشرطة”.
وشكّلت مشاهد الصدامات التي نقلتها وسائل الإعلام السويدية، كحرق سيارات الشرطة والسيطرة على إحداها ومحاولة المتظاهرين تحطيمها ورشق ضباطها بالحجارة من قرب، مناسبة لمختلف التيارات السياسية في السويد للحديث عن ضرورة “مناقشة جدية وعميقة لهذا العنف غير المعتاد في مجتمعنا”، وفقاً لما ذهب إليه أكبر أحزاب المعارضة في اليمين المحافظ، حزب “الاعتدال”.
بدون تعلیق