الأهواز – السعودیة / عززت الصحفية الاستقصائية الأمريكية فيكي وارد، تحقيقها السابق الذي تناول “السبب الحقيقي” لإعطاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ملياري دولار لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بمعطيات جديدة على علاقة بالمسؤول السعودي السابق سعد الجبري وولي العهد السابق محمد بن نايف.

وقالت وارد في تحقيق حصري لها، نشرته على مدونتها الخاصة”، إن استثمار ابن سلمان في مؤسسة كوشنر مخالفا رأي صندوق الاستثمار السعودي بمدى جدوى هذا الأمر يأتي لأسباب لم تكشف سابقا.

   واستدلت الصحفية الأمريكية، في جزء جديد، من التحقيق الاستقصائي بمقطع من شكوى يقاضي من خلالها سعد الجبري، ولي العهد محمد بن سلمان وحكومته وأتباع مزعومون بتهمة محاولة القتل.

وأوضحت الصحفية في مدونتها أن المسؤول السعودي السابق والذراع اليمنى لولي العهد السابق محمد بن نايف، يعيش حاليا في المنفى بكندا.

وذكرت وارد في مقالها أن الجبري وبن نايف كانا على علم في ربيع عام 2017 بأن كوشنر وبن سلمان لم يناقشا ولاية العهد السعودية فقط، بل أكد محمد بن سلمان لكوشنر، أن المشكلة في كونه لم يكن يحظى بدعم ثلاث وكالات استخبارات أمريكية (وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الأمن القومي) لأنها دعمت حليفها وصديقها محمد بن نايف.

وقال مصدر مطلع إن محمد بن نايف والجبري كانا على علم بذلك، لأنهما اعترضا مكالمات بين كوشنر وبن سلمان لمناقشة الأمر.

واستعانت وارد لتدعيم تحقيقها الاستقصائي بمقتطف من قرار الانتربول في تموز/ يوليو 2018 بإلغاء مذكرة توقيف بحق سعد الجابري بعد اعتبارها ذات دوافع سياسية.

وتقدم محمد بن سلمان بدعوى تورط الجبري بملفات فساد طالبا إصدار مذكرة توقيف دولية بحقه، بحسب التحقيق الصحفي.

كما كشفت وارد أن محمد بن سلمان طلب من الجبري في رسالة على واتساب بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر 2017، العودة إلى المملكة العربية السعودية، حيث كان اثنان من أبنائه رهائن ولكنهم اختفوا منذ ذلك الحين.

وقال بن سلمان في الرسالة: “أريد أن أحل مشكلة ابنك وابنتك، لكن هذا ملف حساس للغاية هنا يتعلق بـ [محمد بن نايف]”.

وذكرت الصحفية الأمريكية أن هذه الوثائق تدعم فكرة “تخوف محمد بن سلمان في الأشهر الأولى لإدارة ترامب من التهديد الذي شكله ابن عمه محمد بن نايف الذي كان وليًا للعهد من قبله والذي كان يحظى بدعم وكالات المخابرات الأمريكية”.

وقالت أربعة مصادر مطلعة إن السبب الرئيسي لتلقي كوشنر الآن ملياري دولار هو أنه ساعد محمد بن سلمان في عزل محمد بن نايف، مع العلم أن هذا يتعارض بشكل مباشر مع ما تريده المخابرات الأمريكية أو تعتقد أنه مفيد للأمن القومي.

واختتمت الصحفية الاستقصائية، فيكي وارد، هذا الجزء من تحقيقها بالقول إن كوشنر نفى أنه قدم معلومات المخابرات الأمريكية للسعوديين.

وقالت الصحفية إنه “هناك المزيد والمزيد في هذا الملف، بما فيه من الوثائق والأشخاص الذين سيتحدثون بشكل رسمي، في الوقت المناسب”.

وتحدثت وارد في الجزء السابق من هذا التحقيق عن سببين، هما: “امتنان” ابن سلمان لدور كوشنر في التقارب السعودي الأمريكي خلال عهد ترامب، والمراهنة على أن الأخير سيعود إلى البيت الأبيض في انتخابات الرئاسة المقبلة.

إلا أنها أوضحت في التحقيق الحديث لها، أن هذين السببين ليسا فقط ما يقف خلف حقيقة الأمر، وإنما هناك سبب أكبر حقيقي دفع ولي العهد السعودي إلى أن لا يتردد في دفع هذا المبلغ لكوشنر، وهو مكافأته على دوره في إزاحة محمد بن نايف من طريق ابن سلمان.

بدون تعلیق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *