ذكرى تأسيس الحرس الثوري .. 43 عاما من التفاني والتضحيات

لقد رسم الامام الخميني الراحل مهام الحرس الثوري على الشكل التالي “حراسة وصيانة الثورة الاسلامية امام الاعداء الداخليين والخارجيين”، ومنذ الأشهر الاولى التي تلت انتصار الثورة الاسلامية في عام 1979 بادر الحرس الثوري الذي ضم الشباب الثوريين المخلصين والمؤمنين وكانت انطلاقته من المساجد، نحو التصدي لنشاط أعداء الثورة الغادرين واحباط المؤامرات الخارجية.

البيان التأسيسي للحرس الثوري والذي صادق عليه المجلس الثوري حدد المهام كالتالي ” التصدي القانوني للعناصر والجماعات التي تنوي القيام باعمال تخريبية والاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية أو تنتهج العنف لنقض قوانين الجمهورية الاسلامية وضبط السلاح غير القانوني والتعاون مع قوات الامن الداخلي عند الضرورة لاحلال الامن والنظم وسيادة القانون”.

ومنذ انطلاقته بادر الحرس الثوري الى التصدي لمؤامرات الجماعات المعادية للثورة واعلانهم للحرب المسلحة ضد النظام الاسلامي، وكانت هذه الجماعات مدعومة من دول اجنبية تضررت من انتصار الثورة الاسلامية في ايران وخططت للاطاحة به عبر عمليات مسلحة، وشهدت مناطق في شمال شرقي ايران ومحافظة خوزستان في جنوب غربي البلاد ومحافظة كردستان اضطرابات افتعلها عناصر مسلحة ذات نزعة انفصالية بهدف تجزئة البلاد والاطاحة بالنظام الاسلامي بدعم وايعاز من القوى الاجنبية المعادية، وحينها بادر الحرس الثوري الى التصدي لهؤلاء ونجح في القضاء عليهم كما قضى على جماعة منافقي خلق الارهابية في الداخل وفّر بعض عناصرها الى الخارج.

الحرس الثوري والدفاع المقدس

 عندما هاجم الدكتاتور العراقي المعدوم، ايران في عام 1980 بدعم من الاستكبار العالمي الغربي والشرقي كان للحرس الثوري الدور الاساس في المواجهة وطوال 8 اعوام من الحرب الضروس، حول الحرس الثوري والجيش الايراني وقوات التعبئة الشعبية احلام صدام العفلقي وحماته الدوليين بتجزئة ايران واحتلال اراضيها واسقاط النظام الاسلامي فيها الى سراب، واستشهد الآلاف من الحرس الثوريين دفاعا عن الاسلام والوطن بعدما سطروا ملاحم بطولية في الدفاع وتلقين المعتدين المدعومين من قوى الشر العالمية والاقليمية درسا قاسيا، لييجروا ذيول الخيبة والندم.

ولم يسلم النظام العفلقي في العراق من تبعات اعتدائه على ايران ولاحقته التداعيات الى حين القضاء عليه نهائيا، واصبح درسا امام كل قوى الشر والنفاق والتآمر في هذه المنطقة وضامري السوء لايران لكي لا يجرأن احد على التخطيط لشن اعتداء على هذا البلد لأن ابنائه الثوريين قد أعدوا من القوة ما استطاعوا لترهيب اعداء الله واعداء الاسلام واعداء الوطن.

ان الحرس الثوري قد تحول الى قوة عسكرية كبيرة تمتلك قوات بحرية وجوية وبرية شاملة وقوية يحسب الاعداء لها الف حساب بعد خوض تجربة الحرب ضد النظام العراقي السابق واستمر منذ ذلك الوقت حتى الان بتطوير قدراته وتنميتها وبات العالم يدرك جيدا مدى قوة وجهوزية هذه المؤسسة العسكرية الثورية التي أجبرت اعداء ايران الاسلامية على التراجع خطوة بعد خطوة، وأفشلت محاولات المتغطرسين للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط رغم ارسال الجيوش والاساطيل الحربية واجبرتهم على المغادرة في مناطق والتهيؤ للمغادرة في مناطق أخرى.

الحرس الثوري واعادة الاعمار

دخل الحرس الثوري ومنذ انتهاء الحرب المفروضة، في مجال اعمار البلاد بأمر من سماحة قائد الثورة الاسلامية وكان الهدف هو الاستفادة من القدرات والامكانيات المتكونة لدى الحرس الثوري في تنفيذ البرامج التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة في البلاد وكسب المزيد من العلم والمعرفة لرفع مستوى القدرات الدفاعية والاستفادة من مؤهلات العناصر المتخصصة التعبوية في تنمية البلاد.

وانشأ الحرس الثوري من اجل ذلك مقر خاتم الانبياء (ص) للبناء والاعمار ونفذ مشاريع تنموية وطنية ومحلية شاملة وفي مختلف المجالات مثل بناء السدود وتعبيد الطرق ومد انابيب وقنوات الري وبناء منشآت معالجة وتصفية المياه ومد خطوط انابيب المياه والنفط والغاز وحفر الانفاق وصنع السفن والمنشآت العائمة والموانئ وانشاء مصافي النفط وبناء المنشئات في باطن الارض ومخازن النفط والمياه وتنفيذ مشاريع تنموية في مجالات النقل والمناجم والزراعة والخدمات الاستشارية ومساعدة الحكومة في تقديم الخدمات للمواطنين.

الحرس الثوري والتوعية الثقافية

يحاول اعداء الصحوة الاسلامية منذ عقد من الزمن توسيع دائرة استهدافهم النفسي والثقافي في المنطقة وشن عمليات نفسية وفكرية في المجتمعات الاسلامية وقد اتخذت القيادات الثورية العليا في الحرس الثوري والمؤمنة بالنشاط الثقافي الاسلامي قرارا بدخول معترك العمل الثقافي على مستوى العالم نظرا لحساسية الاوضاع الثقافية والمعرفية في العالم والمخاطر التي تهدد العالم الاسلامي في هذا المجال.

لقد أثار الحرس الثوري وفي فترة زمنية قصيرة، دهشة الجميع في العالم، فهذه المؤسسة العسكرية الناشئة من دون أية خلفية عسكرية والتدريبات والكليات العسكرية صنعت مفخرة قل نظيرها واستطاعت ايضا رفع مستوى الامن الاجتماعي وبث الامل في النفوس وقلب معادلات الاعداء في مواجهة النظام الاسلامي.

ربما لم يعتقد احد بأن منظمة ناشئة شكلت لصون الثورة الاسلامية في ايران تستطيع في مدة زمنية قصيرة امتلاك قدرات تمكنها من احباط المؤامرات والمخططات الشيطانية لنظام الهيمنة والصهيونية العالمية ومنها فتنة داعش والارهاب التكفيري والمخاطر الناجمة التي تهدد ايران الاسلامية والمنطقة.

ويتمتع الحرس الثوري اليوم بسيطرة واشراف امني واستخباري على التطورات الجارية في المنطقة وتحرك القوى الأجنبية ويعتمد على قدراته الدفاعية والرادعة في مواجهة المخاطر والتهديدات بجهوزية شاملة ويرد على أي خطا في حسابات الاعداء برد حازم وبصلابة تجبر الاعداء على الندم والخيبة.

بدون تعلیق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *