الأهواز – منوعات / على الرغم من امتلاكه نحو 250 ألف خلية عصبية مقارنة بمليارات الخلايا التي لدينا نحن البشر، فإن مملكة النمل ما زالت تضرب أروع الأمثلة على المآثر التي يمكن لأفرادها تحقيقها بتعاونهم معا. فممالك النمل أظهرت في دراسة سابقة قدرة على تجنب الازدحام، كما أن أفراد النمل يعرفون جيدا متى يتراجعون حتى يفسحوا المجال لفريقهم ليصبح أكثر فاعلية وكفاءة في أداء مهامه.
وقد أشارت دراسة بحثية نشرت في دورية “إينسكت ساينس” إلى أن نمل النار الأحمر من نوع “سولينوبسيس إنفيكتا” يستخدم مهارة خاصة لتمهيد طريقه وبناء جسور تمكنه من المرور على الأسطح اللزجة.
ويشتهر هذا النوع من النمل عامة بقدرته على استخدام أجساد أفراده لبناء الجسور وتحويل أنفسهم إلى أطواق نجاة تعصمهم من الفيضانات. ويستطيعون تحقيق ذلك بالتشبث ببعضهم بعضا مستخدمين الأقدام والمخالب والأفواه. ولكن، ما الآلية الدقيقة التي تمكنهم بالفعل من النجاح في هذه المهمة؟
في الواقع، تقوم كل نملة مفردة بإنشاء 14 اتصالا مع النمل المجاور لها، وذلك يخلق فقاعات حولها بمساعدة هيكلها الخارجي المقاوم للماء وهو ما يساعدها على الطفو.
وطبقا للتقرير الذي نشره موقع “ساينس ألرت” عن الدراسة في 16 أبريل/نيسان الجاري، فقد أوضح الفريق أن “النمل استطاع نقل المواد الغذائية بعد تكوين هذه الجسور فوق الأسطح اللزجة، لكنه أخفق في نقل المواد الغذائية على الأسطح اللزجة مباشرة أو على الأسطح اللزجة التي احتوت على قليل من الجزيئات المكونة لتلك الجسور”.
وقد لاحظ الفريق أيضا أن النمل قد كوّن هذه الجسور فوق الأسطح اللزجة التي لم تحتو على طعام، وذلك يشير إلى أن سلوك بناء الجسور يعتمد في الأساس على وجود أسطح لزجة وليس على الطعام.
ومن ثم، فإن العلماء يعتقدون أن النمل قد طوّر هذه الآلية لتغطية الأسطح الرطبة التي يتعذر عليه الوصول إليها عندما يقوم بالبحث عن الطعام، وذلك “منح هذا النوع من النمل ميزة تنافسية على غيره من أنواع النمل الأخرى” كما يقول الفريق.
غير أن الأمر الأكثر غرابة تمثل في قدرة النمل على بناء جسر من جزيئات هذه التربة فوق سطح مادة لزجة تعدّ من المواد الطاردة والمُنفِرة للنمل، كما أن قدرة النمل على إعادة تدوير الفتات من حوله تساعد في عملية التعكر العضوي التي تقوم فيها الحيوانات أو النباتات بخلط وتحريك الرواسب والتربة من حولها، على نحو يزيد من نفاذية الماء ويحسن من خصوبة التربة.
بدون تعلیق