الأهواز – مقال / قد يعتبر الاسرائيلي انه حقق انجازا في اعتراض ثلاث طائرات مسيرة لحزب الله هي عبارة عن “ألعاب” يتلهى به اطفال الحزب في وادي الحجير واودية جنتا، بعد ان اصبحت هذه المسيرات، من أرشيف الحزب الاول او يمكن تسميتها بــ” مسيرات تلفون ابو لمبة”.
يدرك الاسرائيلي ان ما قام به، هو استعراض اعلامي لا اكثر، حاول من خلاله ان يمنح الثقة لمستوطنيه بانه ممسك بالامور، والطمأنينة للشركات التي ترغب في التنقيب النفطي والغازي والسحب او لتلك التي هي في طور هذا العمل.
لكن حتى لا يذهب الاسرائيلي بعيدا في تضليل رأيه العام، لا بد من الاشارة الى الحقائق التالية، ان حزب الله ارسل هذه الطائرات تحديدا لكي تكتشف، لانها في “مهمة”و “رسالة” وارسلها بدون اسلحة ..
وبدل ان يلقي الحزب بها في المستودعات دون فائدة، سخر الاسرائيلي كي يدفع ثمنها اكلافا باهظة ماديا ومعنويا وسياسيا، هذا اولا، اما ثانيا، فان الحزب، لا يعدم وسيلة في تحويل ما يملكه من تقنية باتت تعتبر من الماضي، الى سلاح حديث قوي وفتاك، بلغة وتكنولوجيا الحاضر، وكما حول تقنية صواريخ الكاتيوشا (القديمة) في عدوان تموز 2006 وقبله، الى قوة فرضت معادلات كبرى مع الاسرائيلي، ها هو اليوم يستحضر، مسيراته من الارشيف الاول، لفرض معادلات جديدة على الاسرائيلي مجددا، ويحول ضعف المسيرات (القديمة) الى قوة رادعة، تكرس معادلة بحرية جديدة، بعد معادلات سابقة بحرية وبرية وجوية.. نص المعادلة ما اعلنه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الغاز بالغاز والنفط بالنفط..
ما قام به الاسرائيلي من اعتراض المسيرات الالعاب، كان يمكن ان يقوم به جندي يحمل بندقية رشاش كما اسقط مقاومو حزب الله مسيرات اسرائيلية متطورة عدة بالبنادق، لا بل كما اسقطوها ب”حجر” في حي ماضي في ضاحية بيرت الجنوبية.
ولا بد من التذكير بان الحزب وقبل العام 1997 كان قد اخترق منظومة المسيرات الاسرائيلية المتطورة جدا، وفك شيفرتها وسحب معلوماتها وبناء على ذلك نصب كمين اتصارية الشهير الذي قتل وجرح فيه العشرات من عناصر الكومندوس الاسرئيلي.
ولو كان حزب الله لا يريد ان تكتشف هذه المسيرات، لكن ارسل منها ما لا يكتشف ولا تراه رادارات . ولكنها كانت رسالة لا بد ان تًقرأ، ولا یمكن ان تقرأ ان لم تر.
مع عملية امس السبت، سقطت الة حرب الاسرائيلي ومنظومة دفاعه الجوي، وهيبته، عندما حاول من خلال الاعتراض ابراز هذا الحجم من القوة الهائلة، في مواجهة “العاب اطفال”
فهو استنفر قواته ووحداته ومنظوماته، لمواجهة “خطر داهم” اسمه، ثلاث طائرات “العاب” لا تحمل اسلحة، ولا ولا ولا…. وهو يعلم ذلك علم اليقين..
السؤال كيف، لو كان حزب الله ارسل طائراته المتطورة جدا جدا، والتي ارسل احداها قبل فترة قصيرة ( وربما هي من النوع الاقل حداثة)، فاجتاحت سماء الكيان الاسرائيلي، لاربعين دقيقة، ثم عادت (سالمة غانمة)، وقد أعمى الحزب عيون المنظمات الجوية الاسرائيلية عن رؤيتها. رغم ان العدو احس بها لكنه لم يتمكن من اكتشاف مكانها، رغم تحليق مقاتلاته بكثافة بالقرب منها، ومرور بعضها على مسافة قصيرة جدا منها، دون ان يكتشفها او يراها.
وعلى الاسرائيلي ان بتذكر ان ايران حليفة حزب الله انزلت ولم تسقط، عام 2011 طائرة ار كيو 170 فخر التكنولوجيا الاميريكية ، وصنعت منها نسخة مماثلة تماما وثم طورتها.
التحدي الان للجيش الاسرائيلي في ان يمتلك الشجاعة ويتجرأ على كشف حقائق ما جرى في منطقة كاريش بالامس امام الرأي العام الاسرائيلي، وان يعترف ويقر بان حزب الله، فرض عليه معادلة جديدة، فلنسميها “معادلة الالعاب” او معادلة “مسيرات تلفون ابو لمبة”.
ايضا، التحدي الاخر للجيش الاسرائيلي، ان يتجرأ ويكشف للاسرائيليين، عن “الحدث” الذي جرى قبل يومين، “فوق المنصة البحرية في منطقة كاريش، ولماذا استنفر قواته ووضعها في حالة تأهب وجهوزية، ثم وجد نفسه امام اشباح وكأنه يحارب الهواء…؟
“بعد ظهرِ اليوم السبت في 2/7/2022 قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ( صاحب وصية – سقطنا شهداء ولم نركع هذه دماؤنا فتابعوا الطريق-) ومهدي ياغي ( صاحب الوصية المهلمة التي لا تغادر مخيلة كل من شاهدها عبر الفيديو، والذي وُجد جسده كما هو، بعد مرور اربع سنوات على استشهاده اثناء، دفن شقيقه الشهيد علي، بجانبه)، باطلاق ثلاثِ مسيراتٍ غير مسلحةٍ ومن أحجامٍ مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهامٍ “استطلاعية” (وليس قتالية)، وقد انجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة، وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار”.
على الاسرائيلي ان يبقى واقفا على “إجر ونص” والا يلعب بالغاز، فيحرق نفسه…ويتيقن بان الامريكي غير قادر على حمايته، كما هو غير قادر على حماية نفسه..
بدون تعلیق