الأهواز – تحلیل/ يحظى خط سكة حديد كازاخستان – تركمانستان – إيران – تركيا، ممر KITI، بأهمية بالغة نظراً لدوره في قصر المسافة وخفض كلفة نقل البضائع من الصين ودول آسيا الوسطی إلى الشرق الأوسط وأوروبا، حيث تشکل إيران حلقة وصل ذهبية تربط الصين بأوروبا والعكس في هذا الممر السككي.
قطع المسؤولون الإيرانيون أشواطا كبيرة لتطوير التعاون السككي مع عدد من البلدان الآسيوية، وهي طاجيكستان وأفغانستان وباكستان وكازاخستان والصين.
ولم تغفل حكومة رئيسي التي وضعت نصب أعمالها تعزيز العلاقات مع دول الجوار والاستدارة نحو الشرق، دور هذا القطاع في تحقيق الازدهار والنمو الاقتصادي واجتياز الأزمات الناجمة عن الحظر النفطي، بل دأبت على توقيع اتفاقات للتعاون المشترك في مجالات الترانزيت السككي والبري والبحري مع العديد من البلدان.
وفي هذا السياق، دشّن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع نظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف بطهران في 19 حزيران/ يونيو 2022 أول قطار ترانزيت الحاويات الذي يربط كازاخستان وتركمانستان وإيران وصولا إلى تركيا ودول أوروبا.
ودخل أول قطار ترانزيت على طريق خط سكة حديد كازاخستان – تركمانستان – إيران – تركيا إيران من جهة إينتشه برون شرقي محافظة کلستان شمالي إيران في 17 يونيو 2022 .
وكان يحمل القطار شحنة من الكبريت الكازاخستاني ضم 24 عربة تشحن 48 حاوية، طول كل واحدة 20 قدماً.
وهذا الطريق الذي يصفه الخبراء بـ السكة الذهبية هو البديل لطريق الصين – روسيا – أوروبا والذي أغلق بسبب الحرب الأوكرانية وهذا يعتبر إنجازا حقيقيا لإيران التي حافظت على مسار نقل البضائع في العالم.
ويهدف الطريق إلى تفعيل ممر العبور بين كازاخستان وتركمانستان وإيران، وصولًا إلى تركيا وأسواق أوروبا.
ونظرا إلى ارتفاع حجم التجارة بين الصين وأوروبا يوما بعد يوم يبدو أن الجانبين بحاجة إلى طرق آمنة للتبادل التجاري
وأن إيران تشكل حلقة وصل ذهبية من بين الطرق التي تستخدمها الصين (أكبر مصدر للبضائع في العالم) لتصدير بضائعها إلى العالم والدول الأوروبية والاستيراد منها.
وفي هذا السياق أكدت البلدان الخمسة المتشاطئة على بحر قزوين، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا وتركمانستان وجمهورية أذربيجان وكازاخستان، على ضرورة تعزيز التعاون في مجال النقل والترانزيت، وخاصة التعاون في مجال السكك الحديدية، في اجتماع القمة السادس للدول المطلة على بحر قزوين الذي عقد في تركمانستان الأسبوع الماضي.
وفي وقت سابق تم توقيع مذكرة تفاهم خلال اجتماع الرئيس الإيراني والكازاخستاني، لإطلاق ممر ترانزيت للسكك الحديدية بين البلدين.
كما التقى وفد رفيع المستوى من كازاخستان مع المدير التنفيذي لشركة السكك الحديدية الإيرانية ميعاد صالحي، في 2 حزيران/ يونيو 2022، وعقد الجانبان جولة من المباحثات لتطوير التعاون الاقتصادي وتطوير النقل بالسكك الحديدية في إطار مذكرة التفاهم المذكورة.
إضافة إلى ذلك، وقع رؤساء مؤسسة سكك الحديد في البلدين مذكرة تفاهم لزيادة التعاون وتحديد تعرفة تفضيلية بين الجانبين، بهدف زيادة ترانزيت الشحنات بشكل ملحوظ عبر إيران، وسيتم من خلال تنفيذ هذه المذكرة نقل جزء من الشحنات التي تمر عبر ممر السكك الحديدية بين الصين وروسيا وأوروبا إلى ممر KITI .
يذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية إنشاء خط السكة الحديدية بين إيران وتركمنستان وكازاخستان عام 2009، كما انطلقت عملية إنشائه عام 2011 حيث هدفت لتسهيل عملية نقل السلع والركاب بينها، إلی جانب رفع مستوی التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي علی الساحة الدولية.
ويمتد هذا الخط لمسافة 920 كلم في الأراضي الإيرانية و700 كلم منه في الأراضي التركمانستانية و140 كلم من الأراضي الكازاخية، حيث يمتد من مدينة أوزن الكازاخستانية حتی مدينة كركان شمالي إيران.
ويقع 85 كلم من إجمالي طول خط سكة الحديد بين هذه البلدان، والذي يصل إلی 920 كلم في الأراضي الإيرانية و700 كلم منه في الأراضي التركمانية و140 كلم من الأراضي الكازاخية حيث يمتد من مدينة اوزن الكازاخية حتی مدينة كركان شمالي إيران.
وإن أبرز ما يميّز هذا الطريق الحيوي والذي يتكون من السكك الحديدية والنقل البحري والبري، مقارنة بالنقل البحري، يعود إلى خفض الفترة الزمنية للنصف (20 يوما )، وتوفير كلفة النقل بواقع 900 دولار إزاء الحاوية تقريبا.
وفي السياق، يرى الخبراء بأن هذا الطريق التجاري السككي يحظى بأهمية بالغة نظرا لقصر المسافة وخفض كلفة توريد المواد الخام بالنسبة للصين، باعتباره أكبر مستورد للمواد الخام على مستوى العالم.
كما نقل موقع غلوبال تايمز الصيني، عن خبراء بان تدشين هذا الطريق التجاري الدولي وقليل الكلفة سيربط الصين بمنطقة الشرق الاوسط عبر إيران ويشكل ممرا تجاريا جديدا للصادرات الصينية إلى دول المنطقة.
بدون تعلیق