الأهواز – مقال / عند اتخاذ القرارات وتنفيذها يحسب أصحابها النتائج مسبقا فاذا عادت بنتائج ايجابية فالقرار صائب واذا كانت النتائج سلبية على أصحابها فالقرار خاطئ واتخذ نتيجة اليأس وعدم وجود خيارات ناجعة ونافعة.
اغتيل يوم الأحد الماضي في العاصمة الايرانية طهران العقيد في الحرس الثوري “حسن صياد خدائي” في عملية اجرامية جبانة وقد اكد المسؤولون الايرانيون العسكريون والسياسيون على حتمية الثأر قائلين ان من يقف وراء هذا الاعتداء الارهابي هم أيادي الاستكبار العالمي.
لم تتبنى حتى هذه اللحظة أية جهة عملية الغدر هذه، بشكل رسمي، لكن التغطية الاعلامية في كيان الاحتلال الصهيوني المؤقت كان واسعا، وتوالت التحليلات والتصريحات الاعلامية في محاولة الايحاء بأن تل أبيب هي التي تقف وراء العملية. ورغم عدم وجود اعتراف واعلان رسمي في كيان الاحتلال الا ان البعض يعتقد بأن هذه التلويحات في الصحافة والاعلام الصهيوني ربما جاء بضوء أخضر رسمي.
أما في ايران فلم تعلن السلطات المعنية حتى الان نتائج تحقيقاتهم، وجل الكلام يتخلص في امرين اولا “ان الاقتصاص لا مناص منه” كما أكد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي في مدينة قم المقدسة قائلا “سنثأر لدم الشهيد قطرة بقطرة وجزءا بجزء”، وثانيا ” ان العدو لم ولن يحقق شيئا من هذا الاعتداء”.
تناولت التحليلات والمقالات في الاعلام الصهيوني مهام هذا الضابط الشهيد في الحرس الثوري وذهبت معظم هذه الاقوال الصحفية في كيان العدو الى ان الشهيد صياد خدائي كان يضطلع بمهام استشاري في سوريا، ونحن اذا افترضنا بأن يكون الشهيد فعلا كما تقول الصحافة الصهيونية قد تواجد في سوريا نكتشف أهمية وحيوية سوريا وما يجري في سوريا على كيان الاحتلال الذي برهن بغاراته الصاروخية المتواصلة على سوريا بانه بات يستشعر حجم الخطر الحائم فوق رأسه هناك، ويحاول التخلص منه بشتى الوسائل، لكن هل اوصلت الاغتيالات والغارات الجوية والصاروخية على سوريا خلال السنوات الماضية كيان الاحتلال الى بر الأمان وأبعدت الخطر عنه؟ ام أن اشتداد الهاجس الصهيوني يبرهن بأن الخطر يشتد ويتعاظم ؟ ان الجواب واضح وهو ((استمرار الخطر وتعاظمه معا)).
اما فيما يتعلق بحسابات الربح والخسارة فان التصفيق الزائف في الاعلام الصهيوني بشكل واضح في هذه العملية يكشف مدى الضغط الذي كان يعيشه هؤلاء في الآونة الاخيرة بفعل شجاعة الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة في المنطقة والضربة الصاروخية الايرانية على وكر الموساد في أربيل، والان هم يحاولون الايحاء بأنهم استطاعوا القيام بشيء ما بعد ان تم حشرهم في الزاوية، لكن النظر في الاغتيالات السابقة التي حصلت في ايران يظهر بوضوح بأن تقدم البرنامج النووي الايراني لم يتوقف بعد استشهاد علماء نوويين على يد عملاء الموساد بل تطور هذا البرنامج اكثر من ذي قبل، ولم يوقف استشهاد مؤسس البرنامج الصاروخي الايراني في حادث عرضي تطور البرنامج الصاروخي الايراني، ولن يوقف استشهاد الضابط صياد خدائي “المقدام” استكمال دربه، فالأخوة ورفاق الدرب هم كثيرون كما أكد يوم أمس الثلاثاء اللواء حسين سلامي القائد العام لحرس الثورة الاسلامية.
واذا كانت الاغتيالات السابقة في ايران قد مرت من دون رد وجواب فكان بامكان الاعداء ان يتوقعوا عدم الرد في هذه المرة ايضا، لكن الردود السابقة والتأكيدات الصادرة حول حتمية الثأر لايترك مجالا للتأويل، ولن تطول فرحة من كتب كذبا وزيفا في الصحافة الصهيونية مستغلا الوقت الضائع “اننا نغتال في طهران وهم يردون بمهاجمة مواقع الانترنت”، فلعبة الضغط النفسي مفضوحة هنا، وضربة أربيل الصاروخية ما زالت ماثلة أمام الأعين ومن نفذها هم أصحاب الوعود الصادقة.
ان طبيعة الرد الايراني لن يستطيع أحد التكهن بها، لكن الجميع سمعوا بأن أصحاب القول والفعل قالوا هذه المرة أيضا بأن “الجناة سينالون جزاءهم العادل”.
بدون تعلیق